كما تأتى الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة بفعل تظافر وتنسيق الجهود بين المصالح المركزية لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومكونات المنظومة المحلية خاصة السلطات الولائية والوكالة الحضرية إذ تم اعتماد رؤية استشرافية ونهج مقاربة مندمجة تعتمد التنسيق والتلقائية والتكامل بين مختلف القطاعات.
ويأتي إعداد هذه الوثيقة في إطار التخطيط الاستراتيجي المستدام الذي يهدف إلى إعداد جيل جديد من وثائق التعمير مرتكز على مبادئ التعمير المستدام ويتوخى تطوير مستوطنات بشرية مفتوحة وسهلة الولوج، مرنة ومستدامة.

إضافة إلى ذلك، وعيا منها بالأدوار المنوطة بها باعتبارها شريكا أساسيا للجماعات الترابية في قضايا التأهيل المجالي وخاصة مع مبادئ وأسس الجهوية المتقدمة واللاتمركز الإداري، عملت الوكالة الحضرية جاهدة على تسريع أشغال إعداد هذه الوثيقة نظرا لما تكتسيه من أهمية كبرى في تأطير وتنظيم نمو المجال باعتبارها مرجعية تقنية وقانونية حيث أن المؤسسة أحدثت على مستوى مقرها لجنة تحضيرية خصصت للبث في الملاحظات والمقترحات المقدمة من طرف المجلس الجماعي المعني وكذا تعرضات المواطنين .
وبعد تصحيح مشروع تصميم التهيئة على ضوء القرارات المتخذة من طرف اللجنة المركزية، ستتم إحالته قصد المصادقة عليه ونشر النص القاضي بالمصادقة عليه بالجريدة الرسمية.
وجدير بالذكر أن هذا العمل يأتي في سياق خاص ينسجم مع التوجهات الكبرى للمخطط الجهوي لإعداد التراب لجهة بني ملال-خنيفرة وخاصة برنامج العمل الجهوي المندمج ويهدف إلى تنفيذ الاستراتيجية التي تنهجها الوكالة الحضرية لبني ملال، باعتبارها فاعلا أساسيا في التنمية، قصد تغطية مجالها الترابي بوثائق تعميرية تعتمد أساسا على رؤية استشرافية وتساهم في جودة البناء والمعمار وتشجع على التنافسية واستقطاب الاستثمار.